ملكة جمال تخلها عنها الجميع وماتت في دار مسنين .. حكايات عن هالة شوكت


الفنانه هالة شوكت


حياة الفنان تمر بالعديد من المراحل، مراحل القوة والمجد والشهر والضعف والانعزال والنسيان، تنتهي حياته بمجموعه من الصور تزين الحائط، مجموعه من الذكريات ومقاطع الأفلام التي تخبر الناس عنه جيل بعد جيل، ولكن هناك بعض الفنانين الذي يركز الناس على نهايتهم التي يعتبرها البعض مأساويه ونهايه مثل الأفلام الذي شاركوا فيها، مثل بطلة تدوينة اليوم هالة شوكت.


بداية حياة هالة شوكت :

هالة شوكت من مواليد مدينة درعا جنوب سوريا عام 1930، وهي من أصول تركية وكانت تتحدث التركية بطلاقة، ولكن المعلومات عن طفولتها ونشأتها تقريباً منعدمة، تبدا قصة هالة في خمسينيات القرن الماضي مع وصولها للقاهرة، وكانت إطلالتها الأولى على الجمهور العربي قبل السوري من بوابة السينما المصرية عام 1959 عندما اختارها المخرج المصري “عاطف سالم” بطلة رئيسية في فيلمه “موعد مع المجهول " مع عمرو الشريف وساميه جمال ، وكان المخرج قد رأي صورتها في مجلة من المجلات أثناء حضورها مناسبة اجتماعية و اختارها انها تكون بطلة رئيسية في فيلمه، وهو من اختار لها الاسم الذي ارتبط بها في كل مراحل حياتها وهذا الأسم هو “هالة شوكت” بدلاً من فاطمة توركان شوكت وهو اسمها الحقيقي.


سيرة هالة شوكت علي الأنترنت:

سيرة هالة شوكت من السير المحبطة على الإنترنت، ستجد عدم توافق رهيب في المعلومات عنها لدرجة أنني سألت الناس عنها إلى أن تواصلت مع أحد أقاربها الذي فضل عدم ذكر أسمه ومدني بالعديد من المعلومات عنها.، منها ما يصلح للنشر ومنها ما لا يصلح.، ولكن ظل الكثير من أسئلتي بلا إجابات وذلك بسبب صغر سن قريبها وعدم درايته بكل تفاصيل حياتها الأولى.


هناك بعض المعلومات لها على الإنترنت تصيبك بالضحك.، من الممكن أن تختلف المعلومات فيما بينها عن تاريخ ميلادها أو أحد أسماء افلامها مثلاً، ولكن هناك بعض المعلومات الجوهرية التي من غير المنطقي أن يخطئ فيها أحد مثل مثلاً اسم المخرج الذي أكتشفها، ستجد بعض المصادر تذكر أسم المخرج "عاطف الطيب" بدلاً من "عاطف سالم".، وايضاً محطات هامة في حياتها وأصولها ومكان مولده وبما أنها قامه وقيمه كبيره اتمنى أن يتم تحري الدقة في تاريخها بشكل يليق بها.


دخول هالة شوكت عالم الفن :

دخول هالة شوكت لمجال الفن كان بالصدفة كما ذكرنا .. لأنها لم تسعي أبداً لدخول مجال الفن ولكن نجحت الفنانة السورية في أول حضور سينمائي لها ونجح الفيلم وذلك النجاح ساعدها علي الانتشار بلا شك، واستطاعت ان تلفت الأنظار إليها بشكل كبير وأعجب المخرجين المصريين بها بسبب إطلالتها الساحرة على الشاشة وايضاً جمال الموهبة لأن بوقوفها أمام الكاميرا استطاعت أن تثبت أنها ممثلة ممتازة وذات موهبة  ..  ولكن هالة شوكت لم تستطع أن تستمر فترة طويلة في مصر بسبب الحنين لسوريا وبالفعل عادة إلي سوريا وتحديداً العاصمية السورية دمشق .. وبرغم سفرها من مصر وعدم نيتها العودة والبقاء في بلدها سوريا ولكن عيون المخرجين المصريين لم تنساها وبالفعل عادة لتقدم فيلم آخر في مصر عام 1960 فيلم ”وطني حبي” بطولة حسين صدقي وبسبب أن الفيلم كان يدور  حول الوحدة بين مصر وسوريا كان من المناسب جداً أن تكون البطله من سوريا وربما هذا ما شجع هالة شوكت علي بطولة الفيلم.


هالة شوكت في الدراما السورية:

لم تشارك في السينما السورية حتى عام 1965 عندما تقابلت مع الفنان الكبير  “دريد لحام” وقدمت معه فيلم “لقاء في تدمر”، وبعدها فيلم “المليونيرة” وهو فيلم سوري لبناني مثلت فيه مع “صباح” و”دريد لحام”.


أول حضور درامي كان من خلال مسلسل “حمام الهنا” عام 1969 وكان ايضاً مع الفنان “دريد لحام”، وكان أسمها في هذا الوقت يلمع ويتألق في الوسط الفني الذي دخلته من أوسع أبوابه.


هالة شوكت وقتها لم تعد إلي مصر  وفضلت البقاء في “سوريا” إلا أن السينما المصرية آتت لها سوريا ..  عندما تم إختيار سوريا ولبنان كموقع لتصوير عدد من الأفلام التي تم ترشيح “هالة” ببطولتها، مثل فيلم ” جسر الأشرار" عام 1970 مع “فريد شوقي وناهد جبر” وبعدها فيلم ” الزائرة ” عام 1972 بطولة النجمة “نادية لطفي وعماد حمدي ومحمود ياسين” الله يرحمه ويرحمهم من إخراج “هنري بركات” وكان أسمها ثالث أسم  في قائمة الأسماء في بداية الفيلم وتصدر أسمها اللوحات الإعلانية للفيلم.، وهذا يدل أنها أصبحت نجمة ولها ثقل في أي عمل فني تشارك فيه.


هالة شوكت من عشاق السينما والمهتمين جداً بيها برغم ظروف السينما في سوريا، طبعا السينما في مصر كان لها نصيب الأسد في الدول العربية والأوسع انتشاراً والأكثر إنتاجاً، وبرغم ظروف السينما في سوريا استطاعت أن تشارك في السينما السورية من جديد بفيلم “الخاطئون” الذي تقاسمت فيه البطولة مع نجمة الاستعراض و الفوازير “نيللي”.


مسيرة “هالة شوكت” الغنية بالمحطات لم تكن لتمر دون أن يكون لها وقفة مع المسرح الذي سجلت أهم حضور فيه في عام 1979 عندما لمعت في المسرحية الشهيرة ”كاسك يا وطن” تأليف محمد الماغوط وإخراج دريد لحام.


استمرت “هاله” في السينما المصريه السوريه والأعمال المشتركة بين البلدين وكأنها كانت واحدة من رموز الشراكة في العمل العربي.، فحضرت في معظم الأعمال المشتركة المصرية السورية أو المصرية السورية اللبنانية، إضافة إلى مشاركتها عام 1981 في الفيلم التاريخي المصري – العراقي المشترك “القادسية” مع  “سعاد حسني وعزت العلايلي”.


عندما بدأت الدراما التلفزيونية في التوهج كانت حجر أساس في أول أجزاء سلسلة ”مرايا ” مع “ياسر العظمة” وتحولت خلال هذه الفترة من أدوار الحسناء والفاتنة إلى أدوار الأم فقدمت شخصيات ونماذج لا تنسى في عدة أعمال منها ”أيام شامية ، أبو البنات، اليتيم، الجمل، يوميات جميل وهناء ” وهذا لمسلسل السوري حقق نجاح عربي كبير وأنا شخصياً كنت من محبيه.، شاركت ايضاً في مسلسل  "العبابيد، الخوالي، ليالي الصالحية” وعشرات الأعمال الأخرى.


على الرغم من البصمة المميزة التي تركتها ”هالة  شوكت ” في الأعمال الفنية المختلفة إلا أن بعض المراقبين والنقاد اعتبروا  أن السينما المصرية خسرتها بعودتها إلى سوريا وايضاً  خسرت هي وغابت عن أهم السينمات العربية وهي السينما المصريه .. في زمن كانت أغلب الأفلام فيه مأخوذة من روايات كبار الأدباء، وذلك بالتأكيد كان سيساهم في تخليد اسمها إلى جانب أبرز نجمات الوطن العربي وقتها.


أما السينما السورية فيرى المراقبون أنها لم تعرف كيف تستثمر هذه الموهبة فكانت سينما ضعيفة حينها، أفلامها قليلة وتعتمد على جهود شخصية.


فيديو عن هالة شوكت


أهم محطات هالة شوكت الأسريه :

طبعاً المعلومات عنها على الانترنت صعبة ومحبطة، أما ما استطعت الحصول عليه من الاهل فهو ان في حياتها زيجتين، الأولى من رجل ثري جداً عاشت معه فترة من الزمن ولها منه الاولاد والبنات .. وانفصلت عنه فيما بعد، أما الزواج الثاني كان من الموسيقي الكبير امين خياط. وانفصلت عنه بعد 8 سنوات تقريباً .. وتضمن شاهدت الشاهد العديد من الأحداث التي يصعب تناولها في العلن.


دخول هالة شوكت لدار المسنين :

رغم التألق المستمر لسنوات طويلة ومشاركتها في العديد من الأعمال الفنية ولكن ربما أهم محطة في حياتها اثاره للجدل ولم ينساها الجمهور لليوم محطة تركها بيتها الكبير في حي المزرعة  وإقامتها في دار مسنين.


 قالت في لقاء لها مع صحيفة البيان الإماراتية: "لقد تبدل الحال كبرنا في السن وأصبحنا بحاجة إلى رعاية ومتابعة أشخاص آخرين والحمد لله على أنه ينعم علينا بالصحة والعافية.. بيتي القديم سكن فيه ولدي وأنا أزوره باستمرار أي ليس هناك مشكلة، وهو خياري، وللعلم هذه الدار مأجورة الدفع وأسعارها ليست رخيصة لذا هي مكان مثالي لتكون داراً للمسنين الذين لا يستطيعون خدمة أنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن في الدار خدمة صحية على مدار الأربع والعشرين ساعة، والحمد لله لا أشعر بالعزلة أبداً، صار لدي صداقات كثيرة فدائماً هناك أشخاص أزورهم ويزوروني".


وعن أولادها قالت: "جئت إلى هنا بعلمهم ورأيهم وموافقتهم ولا توجد أية مشاكل، أعرف أن الناس سيتحدثون وسيقولون الكثير، ولكني أرى أولادي و يزورني باستمرار".


حتي وان كان تصريحاتها الصحفية تؤكد أنها ذهبت لدار المسنين برغبتها وهذا قد يهدئ من غضب محبيها في كل مكان .. ولكن تظل نظرتنا نحن العرب تجاه دور الرعاية المسنين أمر صعب لآبائنا، وهذا ما نشعر به تجاه الفنانة الكبيرة هالة شوكت التي مهما كان قضت نهاية حياتها في دار للمسنين.


وفاة هالة شوكت :

ظلت فترة طويلة في دار المسنين وكانت تشارك في عدد من الأعمال الفنية ومع مرور الوقت بدأ العد التنازلي لرحيلها عن الحياة.، وكان ظاهر الوهن والتعب علي هالة شوكت في ذلك الوقت وذلك كان جلي في آخر اعمالها التلفزيونيه.


وعن أيامها الأخيرة، قالت مديرة الدار ميساء شعبان وفقاً لتصريحات صحفية : "هالة شوكت إنسانة مسالمة تعيش بهدوء تحب من حولها إجتماعية وكانت تفرح بزيارة زملائها وأصدقائها من الفنانين اللي كانوا يزورونها مثل "دريد لحام وأسعد فضة ومنى واصف ولينا باتع"، وأضافة إلى مكتب  الرئيس دفع لها نفقات سنة كاملة لكنها توفيت وطلبوا صرف المبلغ على تكاليف وفاتها".


توفيت هالة شوكت عن عمر 77 عاماً يوم 28 ابريل عام 2007.


تعليقات

المشاركات الشائعة